| موقع الدكتورمحمد احمد جميعان|||||| Dr.M.A.Jumian |

رسالتنا: (العدل اساس الاعتدال) وفكرنا ومنهجنا ودافعنا بايجاز:الحياة كلها رحلة قصيرة، نهايتها مقدرة محتومة،مهما بلغت المقامات والقامات، وماهي الا لقاء وفراق,كلمةوموقف،رسالةوعمل..وهل هناك ما هو اعظم من رضى الله والوقوف مع الفقراء والمظلومين والمهمشين والحزانى والمقهورين..تدافع عن حقوقهم وتطالب بأنصافهم في بحر الفساد المتلاطم والانانية المفرطة والاستبداد والبحث عن المغانم..اما اللقاء فهو التواصل مع الناس والمجتمع على هاتف (0795849459)(00962)او عناوين الموقع..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ساحة الحوار/المقال الاسبوعي

وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً..


وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً..

د.محمد جميعان
هناك من يريدالاجماع في كل شيء، والمعضلة انه يريد الاجماع على شخصه او افكاره حتى وان اصابها الشطط اوارتجت لها العقول او تبعثرت او تناقضت او ليس بينها رابط ؟! ويرى في ذلك منهج سليم للنجاح؟!
 يخلط عمدا بين وحدة الصف وبين حرية الراي والتعبير، وكذلك بين التوافق مع الاختلاف وبين فرض رايه وتفكيره على الاخرين؟!
 من اجل ذلك يمارس سلطوية، لا تعدو كونها زفرات نفسه وخلجات وجدانه وعصارة تفكيره وارهاب قلمه يجلد الناس هنا ويؤنبهم هناك ويعتبر نفسه وصيا عليهم ؟! 
يخاطبهم عند حله وترحاله ويجزم انه الاصح نصيحة، ويؤنبهم ان لم يسمعوا كلامه بالفاظ اكثر من جارحة، فهم الجواري ان لم يلتزموا قوله، لانه الاكثر خبرة وسبقا وعبقرية وتضحية وله الفضل في كل ما دب وهب، وفي قناعاته التي تصورها  نفسه بانه لا ياتيه الباطل  بين يديه ولا من خلفه!!
ثقافة القائد الملهم لازمتنا طويلا في انظمة شمولية، كان الربيع العربي اول من استهدفها، والمؤسف كانت المعارضات التقليدية تصفق لها وتحميها وتجد فيها خيرا كثيرا، وان سفكت الدماء وسالت بها الشواراع، فالقائد الملهم عندهم لا بديل عنه، يجمع الامة وتفترق من بعده !!
 وما بعده دمار وضياع ولن يجد الايتام من يطعمهم..
احادية التفكير، والاغراق فيها مصيبة، ابتلينا بها وجعلت من معارضاتنا المندثرة او شبه ذلك اوالتي في طريقها للاندثار مقاهي للسوالف، ودكاكين خالية، الا من هياكل افكار لا تسمن ولا تغني من جوع، وبعض من اسطوانات جاهزة من تهم الخيانة والعمالة والغمز واللمز، وهم اعلم وغيرهم يعلم كيف واقع الحال لديهم؟!  
ثقافة الاختلاف عندهم خيانة وعمالة وجهالة ان مست اصنامهم وافكارهم، وهي تحرر وانطلاق ان مست مبادئ غيرهم ومعتقداتهم .
يبيحون لانفسهم ان يجعلوا من كلام الله وسنة نبيه محل اختلاف،  ونقبل جدالهم باللتي هي احسن، في الوقت الذي يجعلون من افكارهم الظرفية زمانا ومكانا ومضامين وحسابات وتكتيكات لا تقبل القسمة ولا الحوار .
    ان عدم الاختلاف يعني ان ثقافة الخوف حلت مكان ثقافة الاختلاف، لان هناك سلطوية فرضت رايها او تريد ان تفرض نفسها بالترهيب والترغيب.. 
               وفي تراثنا، قواعد شرعية منطقية فطرية انسانية فضلا عن كونها ديمقراطية، نعتز بها،وتعزز ثقافة الاختلاف، لان به اثراء وزخم للافكار  تقول "ان الاختلاف لا يفسد للود قضية " 
                وكذك  " نتفق على ما نتقاطع عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه "
              وجاءت سورة هود لترسخ هذا المفهوم في آية منفصلة قال تعالى * وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) *
              ان ثقافة الاختلاف اصبحت علما ومنهجا، وان احدث مناهج البحث والتدريس في الغرب الان، تعتمد على تحفيز العقل على التفكر والتدبر والابداع، من خلال تعليم وترسيخ تقافة الاختلاف، التي تنتج عصفا فكريا ينتج عنه توالد الافكار وتلاقحها، خدمة للهدف الابعد والافضل للمجتمع.
                فما بال البعض يريد ان يركب عقول الناس على عقله، ويصر ان يكون وصيا ومن بعده الطوفان ؟!
drmjumian@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

احدث الكتابات/ تحديث<<<