| موقع الدكتورمحمد احمد جميعان|||||| Dr.M.A.Jumian |

رسالتنا: (العدل اساس الاعتدال) وفكرنا ومنهجنا ودافعنا بايجاز:الحياة كلها رحلة قصيرة، نهايتها مقدرة محتومة،مهما بلغت المقامات والقامات، وماهي الا لقاء وفراق,كلمةوموقف،رسالةوعمل..وهل هناك ما هو اعظم من رضى الله والوقوف مع الفقراء والمظلومين والمهمشين والحزانى والمقهورين..تدافع عن حقوقهم وتطالب بأنصافهم في بحر الفساد المتلاطم والانانية المفرطة والاستبداد والبحث عن المغانم..اما اللقاء فهو التواصل مع الناس والمجتمع على هاتف (0795849459)(00962)او عناوين الموقع..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ساحة الحوار/المقال الاسبوعي

نسق سياسي يغير وجه العالم


 نسق سياسي يغير وجه العالم

د. محمد احمد جميعان
ماذا يجري منذ مطلع هذا العام ؟ وماهي دلالاته ؟ والى اين يسير؟ وما هي النتائج الاستراتيجية؟
اسئلة لا بد ان نحملها الى العقل ليجيب عليها في حالة من التامل والصفاء الذي يبنى على العلم والمعرفة والخبرة والاسقاط  ...
ومن يتامل بعمق وصفاء فيما جرى منذ مطلع هذا العام 2011 يدرك تماما اننا امام مفصل تاريخي ، له بعد قدري الاهي،  يتعدى منهج الانظمة وتفكيرها النمطي والمبعثر ، ويتخطى جبروت الانظمة وقسوتها بل ودمويتها التي تكشفت بانها غير مسبوقة في التاريخ ، نحن امام مشهد لا اشك انه سيغير وجه العالم السياسي في منطقة تشكل محور صياغة السياسات في العالم ..
 كيف لا ونحن مصدر الطاقة الرئيس، واصحاب رسالة في موقع متوسط من العالم، وعمق تاريخي امتزجت فيه الرسالات السماوية مع عبقرية البشر لتشكل حضارة كانت الاسرع في الانتشار، والاعمق في التاثير، والاكثر استيعابا وعدالة بشهادة خصومها انفسهم.
ما نشهده الان من ثورة لشعوبها انما هو اعادة البوصلة الى مكانها الصحيح، والامة الى موقعها المرموق، لتعود الى عنفوانها وقوتها وقدرتها ولتكون محل اشعاع كما كانت عند انطلاقتها .. من اجل ذلك ترتعد قوى الشر باجمعهم، وزمرة الفاسدين باكملهم، وهي ترى النتائج امام بصرها وقد عميت بصيرتها..
في المشهد الثوري الذي تتلاحق فصوله افراح واحزان ، دم وعبقرية ، لا تحتاج الى سرد واسترجاع ، فهي مستمرة ومشاهدة بشكل يومي عبر الفضائيات، وهي مخزنة في ارشيف العالم كله، ناهيك عن قدرة الذكرة التي تربط وتمحص وتستنتج في حالة تصل الى المبكي من الاحزان ، والمضحك من عمق المهزلة، وهنا نستذكر اسطوانة الانظمة المكررة كيف وصلت الى حالة من السخرية ، كل نظام يدعي بانه الاثبت والاكثر استقرار، وانه ليس على شاكلة ذلك النظام الذي سقط ، واذ به يسقط في اليوم التالي ، وهكذا دواليك في مشهد ينطبق عليه القول الشائع شر البلية ما يضحك..
القدر الالهي، وليس الدعم الخارجي الذي تدعيه الانظمة وزمرة تابعيها، كان له الدور الاكبر في سقوط الانظمة وتفكيك منظومتها الامنية والسياسية وانهيارها على هذا النحو، ومن يطلع على الخطط والاستعدادات التي اتخذتها الانظمة في سبيل بقائها وتثبيت كراسيها يدرك تماما ان الشعوب دون عون الله ومدده لن تتمكن من كسر طوق عبوديتها ورفع صوط جلاديها وفك الرباط عن خاصرتها على هذا النحو وبهذه السرعة وباقل الخسائر والتضحيات رغم عناد بعضها وتمسكه باهداب الكرسي حتى الرمق الاخير.
ولكن القدر هذا ارتبط بحقائق متلازمة ؛ اولها الحقيقة الازلية المرتبطة بالارادة الالهية، ان القدر لا يستجيب والمدد الالهي لن يكون، لقوم نوّم ورهط ينغمسون بالملذات، واخرين يمضون يومهم بالشكوى وليلهم بالبكاء والامنيات ، بل ياتي على قاعدة شرعية سببية عنوانها؛ وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ، واخرى مكملة وهي؛ ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم..
والحقيقة الاخرى، هي  الحقيقة الفطرية للبشر فقد كان لها دور تحشيدي في شحن الشعوب وتحريك عقلها الجمعي الباطني التي شكلت حالة جمعية ناجمة من حجم الظلم والفساد والاستبداد الذي وصل حدا قياسيا لانظمة اركنت ان الشعوب نائمة وانها في مامن فاصبحت تسبح بالفساد  والاستبداد دون رادع ، ولم تدرك ان ذاكرة الشعوب تختزن وتراكم وتفرز وتتخذ القرار في الوقت المناسب..
اما المفصل التاريخي الذي نشهده وتكتمل فصوله تباعا، لا يمكن الا ان يسير في نسق سياسي في محيط  متشابه ان لم يكن متطابق ، اذ نحن في منطقة تلتقي بتطابق تام في الحضارة والثقافة والتاريخ واللغة والدين والبيئة التربوية والسلوكية وطبيعة النظم السياسية التي تتشابه بل تتفق في المنهجية والقبضة الحديدية التي تحافظ على مكتسبات الفاسدين .
 وحين يحدث التغيير يبدأ متحرجا ككرة الثلج، سواء في كل دولة حتى يصل الى السقوط ، او تباعا من دولة الى اخرى حتى تكتمل حلقات النسق السياسي لتتشكل منظومة سياسية جديدة تحدد وجه المنطقة ليمتد هذا التغيير وجه العالم تبعا لعمق التغيير وطبيعة المنطقة التي بمكانتها وموقعها وثرواتها وتاريخها تشكل محور تشكل السياسات العالمية ، ومن هنا تدرك قوى الشر والفساد ان نهايتها اصبحت حتمية قريبة لا تتعدى الصبح، اليس الصبح بقريب ؟!
ومن يعتقد انه في مامن من هذا التغيير النسقي الشامل، انما هو واهم كالغريق الذي يتعلق بقشة يتخبط للنجاة وما هو بمدركه انما هي لحظات نحو سقوطه في القاع ، ولن يضيف هذا التخبط والتمسك بالكرسي الا مزيدا من الدماء ونهاية مفجعة للانظمة والقائمين عليه، فمن اعطي نعمة العقل احدث اصلاحات بحجم التغيير المطلوب اونفذ بجلده فاراح واستراح، ومن افتقد لهذه النعمة فهو كتب على نفسه شقاء وفضيحة وموت محقق ولعنة التاريخ، والعبرة لمن يعتبر ، ولكن الحقيقة الكبرى تبقى وتستمر ان ما يجري انما هو مفصل تاريخي ونسق سياسي سيغير وجه المنطقة والعالم والتاريخ.



ليست هناك تعليقات:

احدث الكتابات/ تحديث<<<